
يوسف زيدان : كتابي الجديد حصل علي رقم إيداع من اسرائيل لكنه طبع من دار نشر (عربية فلسطينية)
قال الكاتب المفكر يوسف زيدان أن غلاف الطبعة (الفلسطينية) من كتابي القادم للمكتبات بعد أيام.. يصدر عن دار “كل شيء/حيفا” لمالكها ومديرها، الصديق “صالح عبّاسي”..ونفي زيدان أن يكون كتابه الجديد تم طباعته عن طريق التعاون مع اسرائيل ،
مؤكدا يبدو أن الإعلامي الإسرائيلي (من أصل لبناني) إيدي كوهين، يتابع صفحتنا هذه بانتظام.. فهو بعد ساعات قليلة من نشري الأمس، غلاف كتابي الذي سيصدر قريبًا عن دار نشر (عربية فلسطينية) قفز من فوره بسُخفٍ، ودسَّ أنفه في الأمر متبجِّحًا، وأذاع كذبةً يتهمني فيها بالكذب لإيهام الغافلين بأن دار النشر التي ستُصدر الكتابين، مادامت تحصل على رقم الإيداع لكتبها (وهو ما يسمى اصطلاحًا ISBN) من إسرائيل، فهي تعد دار نشر إسرائيلية وبالتالي، فإصدار الكتاب من هذه الدار، هو تعاون ثقافي مصري إسرائيلي ! وتلك حربائية احتيالية مكشوفة، لإفزاع الكُتَّاب المصريين والعرب، كيلا يتعاونوا مع الناشرين العرب الفلسطينيين.. ولهذا الإسرائيلي السخيف، ولكل الغافلين، أقول :
كلنا نعلم أن فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، لكننا نعلم أيضًا أن جميع العرب الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، ومنهم ناشر الكتاب، لن يطمس هويتهم أنهم يخضعون للنظم الإسرائيلية المفروضة عليهم، ومنها الترقيم الدولي للكتب الصادرة تحت الاحتلال.. فالاحتلالُ مهما كان عتيًا، فإنه لن يلغي الثقافة العربية للفلسطينيين، ولن يصرفنا عن الاعتزاز بشعراءٍ وأدباءٍ عرب فلسطينيين من أمثال محمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي وإبراهيم نصر الله، وغيرهم كثيرين.. وأقول :
إن من الواجب على المؤلفين المصريين والعرب، اليوم، دعم الواقع الثقافي العربي سواءً في الأرض المحتلة (معظم فلسطين) أو في الأرض شِبه المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزّة) ومؤازرة أهل فلسطين.. وذلك بعدة طرق، منها الحرص على وصول ونشر مؤلفاتهم لدى الناشرين العرب هناك.. فهذا أحد وجوه مقاومة الاحتلال الغشوم، وتلك إحدى وسائل (المواجهة الثقافية) المفروضة علينا مع إسرائيل
وأخيرًا، فسوف يصدر الكتابان في فلسطين، للقراء العرب في فلسطين، عن ناشر عربي يعيش في الأرض المحتلة.. ولو سنحت لي الفرصة، سوف أنشر مزيدًا من كتبي في طبعات خاصة داخل فلسطين، غير عابيء بحقوق مالية أو تهويش وإفزاع فارغ ( فكما قال الشاعر الفلسطيني، الصديق، محمود درويش : لا شيء يكسرنا..) بل والأكثر من ذلك، أنني اليوم أدعو المؤلفين المصريين والعرب إلى أن يلتزموا بهذا النهج، دعمًا للواقع الثقافي العربي لدى الفلسطينيين، المراد طمس هويتهم في الأرض المحتلة وشِبه المحتلة

