
في ذكري ميلاد الصوت الملائكي
محمد رفعت .. ننشر اوراق مهمه إصابته بالعمي ومرض في الحنجره حتي وفاته
الصوت الملائكي محمد رفعت ،كما يعشقه الناس ،وتشعر وهو يغرد بالقرأن كأنه صوت يأتي لك عبر السماء ،وياخذك من الأرض لتطوف حول مساحات كبيره في الفضاء ،تجد فيها الأرواح تسبح ،تحل اليوم ذكري ميلاده ووفاته ،يرصد موقع تواصل محطات كثيره للصوت الملائكي منذ ميلاده حتي وفاته
والده مأمور قسم الخليفة، نذر نجله لخدمة القرآن الكريم، فقرر أن يلتحق نجله بكُتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بحي السيدة زينب؛ ليحفظ آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وبالفعل قبل بلوغ سن العاشرة كان قد أتم حفظ القرآن الكريم بأكلمه، رغم حزنه على وفاة والده الذي رحل قبل عام واحد فقط من اتمام حفظ القرآن.
وبعد وفاة والده وجد نفسه عائلا لأسرته، فالتجأ إلى القرآن الكريم ليكون حصنًا يقيه الفقر، وهي المرحلة التى رآى فيها أن القرآن الكريم اكسبه بصيرة عوضته خيرًا عن فقدان بصره
وبعد وفاة والده وجد نفسه عائلا لأسرته، فالتجأ إلى القرآن الكريم ليكون حصنًا يقيه الفقر، وهي المرحلة التى رآى فيها أن القرآن الكريم اكسبه بصيرة عوضته خيرًا عن فقدان بصره.
وحسب ماورد على لسان أفراد أسرته، فقد بدأ الشيخ محمد رفعت، القراءة رسميا في عمر الخامسة عشر، بالمسجد الذي حفظ فيه القرآن، مسجد فاضل باشا، فكان صوته العذب سببًا لاستقطاب جموع المصلين، حتى ضجت ساحة المسجد والطرقات المحيطة به بعشاق صوت الشيخ رفعت، وهو الأمر الذي استمر لأكثر من 30 عاما
لم يكن الشيخ رفعت، راغبا في دخول الإذاعة، حيث كان مترددًا من اتخاذ هذه الخطوة عندما عُرض عليه الأمر، وكان سبب تردده ألا يستمع وينصت الناس إلى تلاوة القرآة الكريم واعطائها حقها، وعند افتتاح الإذاعة المصرية في مايو عام 1934، رشحه البرنس محمد علي توفيق والذي كان يشغل وقتها منصب ولي عهد الديار المصرية، ولقد اضطر الشيخ رفعت بعد تردد شديد استشارة شيخ الأزهر الأحمدي الظواهري، والذي افتى له بجواز ذلك
يبدو أن الحسد الذي لازم الشيخ محمد رفعت في الصغر استمر في الكبر، حيث أنّ هناك رواية تقول إن رفعت اصيب بالعمى، بعدما رآته سيدة وهو في عمر الثانية وأبدت اعجابها بعينيه التي كانت تلمع، وعندما استيقظ من النوم بعد تلك الليلة، ظل يصرخ من آلم في عينيه، وهو المرض الذي انتهى بضياع بصره.
يبدو أن الحسد لم يغب عن الشيخ محمد رفعته، ففي الكبر أصيب بمرض في حنجرته وهي التي كانت أكثر شيء يُميز الشيخ الراحل محمد رفعت التي كانت تأسر القلوب، حيث اصبح صوته رهينا للفواق «الزغطة» لدرجة أنها كانت تصل لــ 3 ساعات يومية، وكان ذلك في عام 1943
ذهب الشيخ محمد رفعت إلى العديد من الأطباء دون أن يجد علاجًا ناجعًا، ليقطع سبع سنوات أفضت به إلى سرطان الحنجرة، وصل به الحال أنه في أحدى المرات داهمه المرض خلال التسجيل الإذاعي، فامتنع عن الذهاب إلى الإذاعة، وكان يرغب من وراء هذا القرار أن تحتفظ آذان الناس الذي عشقته بصوته المعهود، فقرر العودة من حيث بدأ من مسجد فاضل باشا ليقرأ القرآن
اشتد المرض لدرجة جعلت محبيه يجمعوا التبرعات له من أجل الانفاق على مرضه حتى وصلت التبرعات إلى عشرات الآلاف من المقربين والمحبين والمعجبين بصوته، ولكنه رفض كل ذلك حتى عروض ملوك وحكام العالمين العربى والإسلامى بالعلاج، وعلى رأسهم الملك فاروق.

