170عام عاشها عزب في مدرسة العملاق الكبير
اول ظهوره كان مبتسما وتلمع عيناه بأسئلة كثيرة عن الحضور ،ومع الوقت أصبح احد اهم الموجودين، التف حوله الجميع،..جينات أهل الجنوب تسطع في خلجات وجهه ،تري ابتسامته كأنها تلازمه و تصاحبه في حواراته وكلماته البسيطه محمد عزب لم يتحمل الكيبورد أو القلم إن يكتبان كلمات رثاء ،وتوقفا يتابعون الموقف ويشاركون الجميع حالة الحزن ،..لكن المشاهد بدأت تتزاحم ،وتتلاحق،رغم مرور سنوات طويله ،بدأت تقريبا من عام 2000مع مطلع نمو العملاق الكبير الذي حاول أن يرسم صوره مصر ويحولها الي عالم جديد واتخذ مكانه في مملكة صغيره اقرب للطريق الصحراوي مابين القاهره والاسكندريه،حيث شيدت مباني كبيره تحمل برونقها عنوان تلك المرحله ،القريه الذكية ،..كانت تلك الفتره مليئة بالاحداث الكبيره والانجازات العظيمه ،يراها البعض بداية تمهيد الطريق للانطلاق الي العالم الجديد ،شخصيات كثيرة وكبيرة سطروا اعمال عظيمه في هذه البنيه التي كانت بمثابة قاعدة للدفع بالصاروخ المصري الي العالم المبهر الساحر ..نتوقف قليلا عن الصوره الكبيره ،ونقترب من المساحه التي ظهر فيها محمد عزب رحمة الله عليه ،تلك المساحه كانت هي الأهم لأنها هي العقل الالكتروني الذي يترجم كافة الانجازات ويحولها الي كلمات بسيطه سهله،لبثها للقنوات الشرعيه الاعلاميه ،..يعتبر عزب خريج تلك المدرسه والتحق بها في عمر مبكر ،وتلقن فنون العمل بها بطريقة الوراثه من كلا من الراحلون المهندس عبدالله عباس والمهندسه سناء سليمان والمهندسه ثريا ،وكانت تحت إشراف المهندسه فكريه علام اول رئيس لشركة محمول حكوميه قبل ظهور شركة اورانج وفودافون ،..كان يعمل عزب مع احمد عطا في إدارة الإعلام ،تنبأ له الجميع في بداية ظهوره بأنه سوف يكون أحد أعمدة هذا المكان،لم يكتف الشاب الصعيدي ذو الأصول النوبيه بالحصول علي الخبره فقط ،بل اثقل موهبته بالعلم ،وكانت فرحته شديدة ومبهجه للجميع مع انتقاله الي مرحله جديده في العلم ،وتدرجه حتي حصوله علي الماجستير ،واصبح بمجهوده يترأس اهم مكان في الشركه الوطنيه للاتصالات بكافة أشكالها المعروفه حاليا بwe أو المصريه للاتصالات التي تخطي عمرها 170عام تأسست 1854 ،تعامل الشاب صاحب الخبره العلميه والعمليه بعقله في تفاصيل عمله ،ولكن كانت ابتسامته تلاحقنا جميعا ،وتنم عن قلب طيب لايحمل اي ذره من الكراهيه ،حتي مع اختلافك معه ،يستقبلك بابتسامه جميله،تذيب كل المشاحنات ،.تخرج الكلمات من فمه المضموم وبنبره كأنها اخذت طلاء أو مسحه من المرطبات ،تجعلك تنسي اي اختلاف أو كلمات ثقيله كنت تحملها في جعبتك ،تخرج من غرفته وانت لاتشعر بالوقت كم مضي ،..مازالت صورة محمد عزب تلاحقك بل تطاردك حتي. مع خبر وفاته كأنه ينقل لك كلمات اورسالة بابتسامته التي لاترتسم علي وجهه بل قلبه .
Average Rating