القوه الناعمه 2021 بين الغياب والسقوط .. الغناء(المهرجانات اكلت اذن المصريين.. السينما خرجت ولم تعد.. المسلسلات زائر ثقيل علي البيوت المصريه.. الكرة صنعت التعصب.. وبورصة اللاعبين
……
القوة الناعمة، مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع. في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.
وفي تعريف اخر، هى محاولة امتلاك العقول وتحقيق المصالح الوطنية باستخدام وسائل غير خشنة، والوسائل الخشنة هى القوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية والحصار. وتتعدد أشكال القوى الناعمة لكن يمكن حصرها فى ٤ أشكال أساسية؛ أولها السياسات الخارجية، وثانيها السياسات الداخلية، وثالثها كافة الأنشطة الثقافية والإعلامية والفنية والرياضية، ورابعها العلاقات الدينية.. إلخ. وكل دول العالم لديها مخزون من القوى الناعمة لكن العبرة بقدرة هذه الدول على توظيفها لحماية مصالحها. فالسعودية مثلاً لديها رصيد يتمثل فى وجود الأماكن المقدسة على أراضيها، والولايات المتحدة بارعة فى توظيف السينما لصالحها، والأتراك تحت حكم حزب التنمية والعدالة اعتمدوا كثيراً على القوى الناعمة لحماية مصالحهم ويمكن أن ترى ذلك من خلال الدراما التركية التى تتعمد الاجتماعية منها أن ترسم صورة مبهرة لتركيا الحديثة، وتتعمد التاريخية منها أن تبرز عظمة الدولة العثمانية.
ومنذ فترة ليست بالقليلة يتسائل كثير من المصريين اين اختفت قواهم الناعمة والتي كانت في فترة الستينات ذات تأثير طاغ على المحيطين المحلي والإقليمي بل والعالمي أيضا.
وكانت المسلسلات التليفزيونية فى فترة الثمانينيات حالة فريدة من نوعها فى تلك الحقبة، وكان بمثابة الحالة التى تجمع كل أفراد الأسرة فى وقت واحد لمشاهدة المسلسل بتأنٍ، ليتحدث عنه الجميع فى اليوم الثانى فى العمل والشارع والمدرسة، فكان يعتبر هو وسيلة الترفيه الوحيدة فى تلك الفترة التى لم تكن قنوات التلفزيون حينها تتعدى القناتين، كما كانت حقبة السبعينيات تتميز بعدد من المسلسلات التى كانت تتميز بالجودة الكبيرة على مستوى النص والأداء مثل «الساقية»، و«اللص والكلاب»، و«زينب والعرش» وغيرها من الأعمال التى كان ينتظرها المشاهد المصرى بكل أطيافه.
قدمت الدراما المصرية منذ بدايتها ملاحم درامية فارقة لتجعلها فى مقدمة الوطن العربى لفترات طويلة فى تقديم أفضل الأعمال الدرامية التى كان يخدم عليها نخبة من المبدعين من سيناريو وحوار وإخراج وتمثيل، حتى تترات المسلسلات كان الاهتمام بها كبيرًا، ومن أبرز تلك الملاحم مسلسل «ليالى الحلمية» بأجزائه الخمسة الذى كتبه عملاق الدراما المصرية أسامة أنور عكاشة، وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ، وكتب كلمات المقدمة الشاعر الكبير سيد حجاب، وغناه الفنان محمد الحلو، كما تميز العمل بجمع عدد كبير من نجوم الفن والمسلسل الذى يكتب حاليا سيناريو الجزء السادس له ولا أحد يعرف كيف سيكون هذا العمل بدون أبطاله الحقيقيين بعد رحيل الكثير منهم، واعتذار الموجودين على الساحة من المشاركة فيه.
«ليالى الحلمية» لم يكن وحده بل كانت هناك العديد من الأعمال المتميزة مثل «بوابة الحلوانى»، «المال والبنون»، «دموع فى عيون وقحة»، «أرابيسك»، «ضمير أبلة حكمت» وغيرها العديد من الأعمال التى استمرت فى الإبداع حتى فترات قليلة مضت، ومع ظهور الدراما السورية بقوة وسيطرتها لفترة طويلة قبل ثورات الربيع العربى أثر ذلك على الدراما المصرية، وبدأت الأضواء تسلط على سوريا التى قدمت عددًا من المسلسلات القوية أهمها “باب الحارة”، ومؤخرًا أصبح للبنان دور رائد فى الإنتاج الدرامى من خلال مجموعة من المسلسلات التى أنتجت إنتاجًا خاصًّا لها كمسلسل «سيرة حب»، وكذلك المشاركة فى الإنتاج المصرى اللبنانى بعدد من الأعمال.
كما ظهر مؤخرًا على الساحة التأثر بالدراما التركية والهندية لنجد العديد من المسلسلات التى تزيد حلقاتها عن الـ60 أو الـ90 فى أحيان كثيرة، وفى الأغلب تكون هناك تفاصيل مكررة وليست ذات أهمية، إلا أن هناك منها أعمال لها قيمة فنية جيدة.
من جهتها، لفتت الناقدة ماجدة خير الله، إلى أن الدراما فى الوطن العربى حاليا ليست أفضل حالا من مصر رغم التراجع الواضح للدراما المصرية، وكانت قديما تتصدر الساحة العربية ليس فقط بعدد الأعمال وإنما بالقيمة الفنية للعديد من المسلسلات ، والآن فقدنا هذا التميز وأصبح أغلب الإنتاج استهلاكيا.
و أكدت “البشلاوي” أنه إذا اعتبرت السينما المصرية حاليًّا من القوة الناعمة فإنها تلعب دورًا سلبيًّا لا يسهم فى أى نوع من التنمية البشرية، ويغيب الوعى، ويقتل أى إحساس ثقافى مستنير، لأن السينما حاليًّا تروج للثقافة الشعبية فى حالات التدنى والانحطاط، ولكن هناك نسبة بسيطة من الإنتاج السينمائى المستنير تتناول الأحداث والهموم بصدق، إلا أنها تختفى فى ظل كمية الإنتاج المشوه.
وأشارت البشلاوى إلى أن هناك إنتاجًا سينمائيًّا جيدًا على مستوى الوطن العربى فى السعودية والإمارات، كذلك يوجد إنتاج سينمائى قوى فى تونس والمغرب والجزائر، وسيطرت الدولة على السينما فى الجزائر لفترة طويلة، وكذلك سوريا وتفوقت السينما كثيرًا هناك.
وأضافت أن القوة الناعمة سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن تساعد فى الرقى ومن الممكن أن تكون فى منتهى الشراسة مثل السينما الأمريكية التى تحاول دائما إظهار الدولة الأمريكية بأنها لا تقهر، لذلك يجب التركيز على المصطلح بشكل إيجابى، وكان لمصر الريادة السينمائية على مدار فترات طويلة وانتهت هذه الريادة فى السبعينيات وبدأت تظهر على السطح جهات إنتاجية لا علاقة لها بالسينما.
وفي الرياضة أصبح البحث عن المال له الغلبة بعيدا عن تأثير الرياضة في التقارب بين الشعوب ، وصارت بورصة اسعار اللاعبين هي الاهم، وقد كشف موقع «ترانسفير ماركت» عن أغلى 10 لاعبين في الدوري المصري، قبل انطلاق الموسم الجديد 2021-2022، بعد تعاقد النادي الأهلي، مع اللاعب الجنوب أفريقي بيرسي تاو، قادماً من صفوف نادي برايتون الإنجليزي، ليتربع على صدارة القائمة، بالتساوي مع رمضان صبحي نجم نادي بيراميدز.
وشهدت القائمة تواجد 6 لاعبين من النادي الأهلي، مقابل لاعبين من غريمه التقليدي نادي الزمالك، وثنائي أيضاً من فريق بيراميدز.
– رمضان صبحي لاعب بيراميدز وتبلغ قيمته السوقية 3 ملايين يورو.
2- بيرسي تاو المنضم حديثاً لصفوف النادي الأهلي وتبلغ قيمته 3 ملايين يورو.
3- محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي وتبلغ قيمته 2 مليون ونصف يورو.
4- محمد مجدي قفشة صانع ألعاب النادي الأهلي وقيمته 2 مليون و200 ألف يورو
5- المغربي أشرف بن شرقي المحترف في صفوف الزمالك وقيمته 2 مليون و200 ألف يورو.
6- المالي أليو ديانج المحترف في صفوف الأهلي وقيمته السوقية 2 مليون يورو.
7- محمد شريف مهاجم النادي الأهلي وقيمته تصل إلى مليون و800 ألف يورو.
8- البيروفي كريستيان بينافينتي المحترف في صفوف بيراميدز وتبلغ قيمته السوقية مليون ونصف يورو.
9- يوسف أوباما صانع ألعاب نادي الزمالك وتبلغ قيمته السوقية مليون ونصف يورو.
10- عمرو السولية لاعب خط وسط النادي الأهلي وتصل قيمته إلى مليون يورو ونصف.
وشهدت القائمة تواجد اللاعب الدولي البيروفي كريستيان بينافينتي العائد مجدداً لصفوف فريق بيراميدز، بعد نهاية إعارته لفريق شارلروا البلجيكي، وقررت إدارة النادي قيد اللاعب في قائمة الانتظار، وذلك انتظاراً لرأي المدير الفني الجديد إيهاب جلال من أجل قيد اللاعب أو بيعه بصفة نهائية، خاصة عقب ضم التونسي فخر الدين بن يوسف.
وعلى جانب آخر أصبح التعصب الرياضي يدمر نسيج المجتمع المصري فالأجواء العامة ملتهبة والمشاعر الشعبية هائجة وما بدا أنه تشجيع تحول إلى عصبية وقبلية كروية
وتقول الكاتبه أمينة خيري إن هويات ملايين المصريين لا تحددها فقط الاسم والنوع وخانة الديانة المتجادل عليها، بل تحددها خانة غير مكتوبة لكنها أمر واقع. “أهلاوي ولا زملكاوي؟” هو أحد الأسئلة الشائعة في بدايات التعارف والتقارب بل وأحياناً في مقابلات العمل والاختبارات الشفهية ولو من باب إذابة الجليد. لكن التاريخ الحديث يخبر الجميع أن الانتماء الكروي ثنائي القطب أحياناً يخرج عن السيطرة ويتحول من تشجيع وولاء إلى شقاق وعراك.
واضافت، المعركة المشتعلة حالياً بين منظومتي الأهلي والزمالك على خلفية أحداث تتويج الزمالك بدرع الدوري حلقة في سلسلة. فقد نشبت معركة كلامية بين قائد الفريق محمود عبد الرازق المعروف بـ”شيكابالا” ورئيس اتحاد الكرة أحمد مجاهد، واتهام وجهه الأول إلى الثاني بأنه “أهلاوي” ولذلك لا يريد لأعضاء فريق الزمالك وأسرهم الاحتفال، وهو ما أدى إلى حرب كلامية وافتراضية شعواء على شاشات التلفزيون وأثير الشبكة العنكبوتية وفي التجمعات الشعبية والاجتماعية.
قبلها كانت هناك سلسلة من الخلافات والاختلافات التي استثمرها الإعلام ونشطاء منصات التواصل الاجتماعي للظهور وتحقيق المشاهدة وعمل الترند. ففي يوليو (تموز) الماضي أعلنت اللجنة المكلفة إدارة نادي الزمالك سحب التهنئة المقدمة منه إلى النادي الأهلي بعد فوزه بدوري أبطال أفريقيا “واعتبارها كأن لم تكن”، اعتراضاً على “عدم مهنية صفحات الأهلي الرسمية في تناول خبر التهنئة”.
وتابعت : معارك وأحداث شغب واحتقانات وتوترات عديدة شهدتها المسيرة الكروية الممتدة لأكثر من قرن بين جماهير الناديين، وأحياناً لاعبيهما وإدارييهما ورئيسي نادييهما. ويمكن القول إن هذه التوترات التي يتخذ بعضها شكلاً من أشكال العنف تحدث في العديد من دول العالم، حيث الشعوب المشبعة بحب الرياضة ومتابعتها، لكن تختلف الدرجات ويتراوح المدى بين “محدود تمت السيطرة عليه وتوقيع العقوبات على المعتدين” و”خارج السيطرة حيث وقوع مصابين وربما قتلى وحدوث خسائر”. لكن انتقال المعارك الدامية من أثير الشارع والاستاد ومقاهي وأماكن التشجيع حيث يفترض أن تتدخل قوات حفظ الأمن وإنفاذ القانون إلى أثير منصات التواصل الاجتماعي وكذلك أثير التلفزيون وغيره من المنصات الإعلامية صعد بالخلافات الكروية إلى مستوى آخر تماماً.
كمالم تعد «المهرجانات الشعبية» وسيلة لإحياء الأفراح الشعبية في الوقت الراهن فقط، ولكن الحقيقى أنها أصبحت الوسيلة الأساسية لإحياء الأفراح بمختلف أنواعها «الراقية والشعبية» وأماكنها «حارة أو فندق خمس نجوم»، فضلًا عن استماع الشباب لها يوميًا سواء بقصد أو بدون قصد في الشوارع أو المحلات وغيرها، كما أن هذه المهرجانات تحولت لمحل اهتمام الشباب في متابعة أخبارها وأخبار أصحابها بشكل منتظم وتوقيت عرض أو إذاعة «مهرجان جديد» لأصحاب المهرجانات المفضلة لكل شاب يستمع إليها، الأمر الذى أثار غضب كبار النقاد الفنيين، مؤكدين أنها أدت إلى تدهور التراث الغنائى المصرى وتدنى الذوق الموسيقى للأجيال الحالية والقادمة، بالإضافة إلى دورها في نشر الألفاظ البذيئة والخارجة بين الشباب وحثهم على استخدامها على أرض الواقع، مما دفع نقابة المهن الموسيقية إلى إصدار قرار بمنع التعامل مع مطربى المهرجانات نهائيًا، مشددا على جميع المنشآت السياحية والبواخر النيلية والملاهى الليلية والكافيهات بعدم التعامل مع من يطلق عليهم مطربو المهرجانات.
أوضح عدد من خبراء النفس والاجتماع أسباب ظهور وانتشار المهرجانات الشعبية حاليًا بين الشباب، وتأثيرها المجتمعى الخطير عليهم ونتائجها ودورها في زيادة معدلات الجريمة وزيادة نسب التحرش وتعاطى المخدرات والخمور، مؤكدين كونها وسيلة لتدمير الأجيال الحالية وتدمير المستقبل أيضًا.